اعلان

اعلان
الثلاثاء، 2 يوليو 2013

ذكريات مرافقة لمريض ... الحلقة الثانية


المستشفى 

و بعد أن أغمي علي من شدت الصدمة و هول الكلام الذي قيل لي , بدأت تترائى إلى مسامعي أصوات تناديني و أحسست بضرب على وجهي لكني لا استطيع تتميز هذه الأصوات أو ماذا حدث لي وفي لحظة مرت إمام عيناي الحادثة كأنه شريط سريع من الأحداث , فأفقت بسرعة و خوف و قلب يدق بسرعة البرق و عيون تتلئلئ من الدموع  و اقلب في عيوني بين اليمين و اليسار و كأني أبحث عن شيء ثمين قد ضاع مني .
فقالوا لي ( أم محمد أهدي شويه ) ( لغير العراقيين  شويه : تعني قليلاً ) .
فتنبهت لمن هم حولي و بدأت أرى في عيونهم الشفقة و كأنهم يقولون لي البقية في حياتكِ فأثارني الفزع و الخوف و انطلقت قائلة بصوت عالي و عدد من الأسئلة السريعة , من قال لكم أن زوجي قد مات ؟ و كيف قتل ؟ و أين جثته ؟ و من تعرف علية ؟
ردوا جاء شاب من الدائرة التي يعمل فيها أبو محمد و قال انه أصيب في الانفجار و نقل إلى المستشفى و جاء لكي يبلغكِ .
أين هو الشاب هذا ؟ قالوا لقد رجع إلى دائرته و قال أنهم نقلوا الجرحى إلى مستشفى ابن الهيثم
فأخذت حقيبتي و هرعت إلى خارج المدرسة , و قلبي ملئه الخوف و عقلي مشوش و استلقيت سيارة أجرى و توجهت إلى المستشفى و عندما وصلت أعطيت الأجرة إلى السائق و بدون تردت نزلت مهرولة نحو المستشفى و أنا أفكر أني سأجد أمامي أبو محمد سالم معافى بدون أي أذى .
و صدمت و أنا اعبر الباب الخاص بالطوارئ و كأن اللون الأحمر هو اللون الذي صبغت بهِ أرضيات المستشفى و أنا أسير في هذه الممرات أرى  قطع بشرية مبتورة و أرجل و أيدي و أصابع مقطعة  .
وأطفال بلا يدين و بلا أرجل و جثث و عمليات سريعة تجرى في الممرات , فأحسست برعب لا يمكن أن أوصفه بكلمات شعور لم احسب هِ في يوم من الأيام .
كل هذه الدماء و أنا اعبر بينها كأنني اعبر من احد روايات الرعب التي كنت طالما اقرأها باستمتاع
في هذه اللحظة أحسست ما هو شعور الشخصيات في هذه القصص ؟!!!!؟
حتى وجدت أمامي إحدى الممرضات و هي تركض و قلت لها أختي (وين الگه زوجي أبو محمد عدل لو ميت ) فنظرت لي بنظرة غاضبة و قالت دوري علية بهذي الجثث و أشارت إلى مجموعة من الجثث الميتة التي يتم نقلها إلى ثلاجة المستشفى , فأصبت بالهلع و الخوف و تجمدت في مكاني و الدموع تنساب من عيناي كأنها انهار .
و إذا برجل قال لي  ( أختي شنو الصاير شلون أساعدك , قلت له ابحث عن زوجي و الممرضة قالت لي أن ابحث عنه في هذه الجثث , فقال أختي ما عليج منها شوفي عند الطبيب بالغرفة الي بنهاية الممر مباشرتاً عنده قوائم بالمصابين  لكن مو بالأموات فقط المصابين ) .
فتوجهت بسرعة إلى الطبيب و سألته عن اسم زوجي فقال ( لا هذا الرجل بعده حي و هو ضمن القاطع 4 القاعة إلي وراء هذه الغرفة و لازال يكمل كلامه تركته و ذهبت اجري و اجري حتى وصلت إلى القاطع 4 و عيوني لا تفرق بين دموع الفرح و الحزن و صلت إلى القاطع 4 و وجدت الطبيب يقول لقد توفى إلى رحمة الله ارفعوه حتى يفرغ سرير للمرضى الآخرين .
فوقعت على الأرض و أنا في انهيار تام و بكاء و صراخ و عيوني و قلبي يسيلان دماً بدل الدموع و إذ اسمع صوت يقول أم محمد هاي أنتي ...

التكملة في الحلقة القادمة انتظرونا......

اعلان 1
اعلان 2

2 التعليقات :

عربي باي

اخر التدوينات