اعلان

اعلان
الجمعة، 21 سبتمبر 2012

عذراً أيٌها السلام فأنت لست في قاموسي

احمد عبد الكاظم العسكري 

لطالما كنت من محبي متابعة الافلام الاجنبية و الافلام العربية لكن العامل المشترك فيها هو النهاية ان البطل ينتصر ليعيش بسعادة و سلام و كلما قرأءة قصة او رواية فأجد ايضاً اما ان يتكلم الكاتب عن حياة الناس التي تعيش بسلام او يتكلم عن قصة ابطال يقاتلون لينتصروا على الشر و يعيشوا بسلام , لكن كل هذه الافلام و هذه الرواية لا تتعدى لدي غير كونها مجرد فلم او قصة لأن لم اعش او لم ارى في حياتي هذه الكلمة تتجسد على الواقع .
ولدت في وسط الحرب العراقية الايرانية سنتان هي حتى فقدت ابي  (رحمة الله) في تلك الحرب المشؤومة التي حصدت الناس كما يحصد الزرع من الحقل و عندما تفحت عيناي على الحياة و بدأت افهم كل الاشياء التي حولي رأيت نفسي و اهلي و جيراني هاربون من من مدننا خوفاً من القصف الامريكي على العراق , نهرب في النهار و نعود في الليل حتى لا تسرق بيوتنا و اموالنا في خوف و ذعر مرت هذه الايام و انتهت حتى جاء علينا ما سمي بالحصار الذي قامت به عدة جهات لجعل الشعب العراقي يدمر ذاتياً و من هذه الجهات امريكا بريطانيا مجموعة من الدول العربية  ((الشقيقية)) و صدام حسين . 
ثم عبرت علينا ايام الحصار كأنها سنين فأصبح اطفالنا شيوخاً لما رؤه من ظلم و تدمير و حياة بائسة حتى جاءة اللحظة الذي ضرب فيها العراق مرة اخرى عام 1998 من قبل امريكا و اكيد بالتعاون مع الدول العربية , لندخل مرة اخرة في دوامة الخوف المستمر و توالت علينا النكبات حتى وصلنا الى عام 2003 .
و إذ بالتبشيرات العالمية لنا اننا مقبلين على ما كنت اسمعة دائماً السلام و الأمان  فقلت في نفسي هل حقاً سنرى ما هو معنى السلام و الأمان .
لكن جاء الجواب صاعقاً على ذهني و على واقعي و على حياتي لآنها و بعد ايام قليلة بدأت حالات كثيرة من القتل و التهجير و التفجير و الذبح على الهوية و و و , حتى لم يكن يخلو بيت عراقي من فاجعة ألمت به بسبب الارهاب الذي عادت لتنظمة بعض من الدول (( الشقيقة )) .
ثم بعد فترة من الزمن بدأت تقل هذه العمليات الارهابية و قالوا لنا اننا الآن في فترة بناء بعد أن جئنا بالأمان و كأن كلمة الأمان هي المفتاح الذي شٌغِلَ بهِ الارهاب مرة اخرى حتى وجدانا انفسنا في حمامات من الدم المستمرة لتُقلَب كل ايامنا الى ايام سوداء و حمراء ( الاربعاء الدامي , الخميس الاسود , الاحد الدامي ووو.. الخ 
و عندما انظر الى ايام حياتي ببساطة اجدني لا ارى فيها هذه الكلمة التي يرددها الناس  """" الســـــلام """"" هل لأني لا ارها ام لأنها غير موجودة في قاموسي ام لكونها لم تظهر في ايام حياتي . 
فعذراً لك أيها اليوم الذي سيحتفل بك اخوتي و زملائي لكني لا اعرفك .....  
اعلان 1
اعلان 2

6 التعليقات :

  1. لو فتشت عنه بين ثنايا روحك الطيبة لوجدته فانت به تعيش على الرغم من المنغصات
    اتمنى لك ان تشعر السلام وتعيش به على الدوام اخي الغالي

    ردحذف
    الردود
    1. تحياتي لك يا رائع على الرغم من كلماتك الجميلة بجمال روحك لكن السلام الذي في القلب و الروح ليس هو السلام المطلوب توفية في الحياة و ان كانت حياتنا كما هي جمال قلوب شعبنا فتأكد اننا ما كنا دخلنا كل هذه المعناة و الالم فشكراً لمرورك التي عطر المدونة بعطر اهلاقك و طيبتك

      حذف
  2. ان ما قصدته السلام موجود في جميع الارواح حتى الشريرة منها لكن حين يغلب عليها الشر يتذهب الى العنف والحرب وبما انه موجود فينا علينا ان نسعى لان يكون الطاغي على نزعاتنا الشريرة
    عند ذاك انت وانا والاخرين سننعم بسعادته

    ردحذف
    الردود
    1. نقول ان شاء الله حتى نجد السلام فأني لن اضيفها الى قاموسي الذي بنية من عبارت حياتي العراقية

      حذف
  3. نحن من يمكنه صنع السلام في هذا البلد ، إن أوقفنا التفرج على ما يحدث فيه فقط ، التدوين ، الصحافة ، المجتمع المدني ، الرسم ، الشعر و كل نشاط نقوم به علينا توظيفه لهذا الغرض

    ردحذف
    الردود
    1. كل الي نكدر نقولة ان شاء الله ولو ما مقتنع بكلمة نكدر نغير و كأن تحويل الحرب الى حب بحذف الراء فقط و للعلم لكل شيء تضحيات خطيرة و ثمينة و ان شاء الله نكون على قدر هذه التضحيات حتى نحصل على معنى كلمة السلام و ليس الكلمة فقط تحياتي نورس نورتي المدونة

      حذف

عربي باي

اخر التدوينات