حلمٌ قد طرق أبواب عيوني و إذ بي أجد نفسي أسير مع حشودٍ من الناس في طريقٍ لا نهائية فيه كلما أدرتُ وجهي يميناً أو يساراً أجدهم يسيرون من دون توقف في اتجاهٍ واحدٍ لكن العامل المشترك بين الجميع كلهم يحملون حقيبة على أكتافهم و رأيت نفسي احمل حقيبةً كحالهم لكن الحقائب تختلف أحجامها من شخصاً إلى آخر فكانت حصتي من الحقائب صغيرة و ثقيلة الوزن كما هو حال الكثير من الشباب الذين يسرون إلى جانبي , و كان ثقلها يتعبني و يجعل مشيي بطيئاً و تحركي ثقيلاً , و كنت أتلفت يميناً و يساراً من الاستغراب حتى رأيت أمامي رجلاً كبيراً في السن و يحمل على كتفه واحدةٍ كبيرة الحجم و يسير بتوازن و قوة دون تعباً أو كللٍ .
فأثار هذا الأمر استغرابي !!! كبيرٌ في السن و انا صغير حقيبته كبيرة و أنا لدي صغيرة يسير بسهولة و أنا بتعب و مثقلاً , ما هو السر ؟ لماذا هو أسرع مني ؟ فذهبت بهذه التساؤلات إلى الرجل :
فبادر إلى إنزال حقيبته أمامي و قال انظر يا بني !!!!!!!!!!
و إذ به قد جزئها إلى ثلاثة أثلاث , أما الثلث الأول فوضع فيه دينه و صلاته و عبادته , و أما الثاني لثقافته و أدبه , و أما و الأخير فلعلمه و حكمته التي كسبها في حياته …
و كانت ممتلئة إلى آخرها , فقلت له كل هذه الأوزان على ظهرك لكنك تسير أفضل منا نحن الشباب , لكن في داخلي همست انه أكيد من الطراز القديم فحقيبته الكبيرة ممكن أن تعادلها حقيبتي الصغيرة بثقلها و تطورها و من الممكن أن كل الثقافة و العلم لدي مخزن بطريقة حديثة مثل الفيس بوك و بلوكر و تويتر او كفراش ضخم او هارد دسك كبير يضمن ان يكون بحجمٍ اصغر و سعتاً اكبر .
لكنه قاطع سلسة أفكاري و قال : يا بني أن ما أحملة في حقيبتي هو ما يجعلني أسير بقوة و هو ما يشد ظهري عند الصعاب و هو ما يقوي عزمي عند الشدائد و هو ما يجلني السد المنيع امام السيل الجارف من الأخطاء و لا يجعلني أتعب أو امل .
فأثار هذا الرد فيه آلاف التساؤلات ليجعلني أنزل حقيبتي لأتفقدها …
و كانت الصدمة في …. في أني وجدتها خاوية من كلُ شيء فندهت من هم يماثلوني في الحقيبة و العمر فتحنا حقائبهم و كانت كما هو حالي , فعظم استغرابي و زاد قلقي مما رأيت .
و عدت إلى الرجل لأروي له ما حصل عَلَي أجدُ لدية الجواب الشافي لي .
فرد بنبرة الحزين المتألم قائلاً : بني هذا لأنك من جيلٍ يسمع لا يقرأ متسرع غير متأني , أصبح الدين و الثقافة و العلم لديكم مقتصراً على ما تشاهدوه و ما تسمعوه من التلفاز و الانترنت .
و أما عن ثقلها فليست الحقيبة هي الثقيلة بل أنت من لا يستطيع حملها رغم صغرِها و خفة وزنها !!!!
جسمك الغير مسلح بسلاح الدين و العلم و الثقافة لا يستطيع أن يعيش بطريقة صحيح في الحياة بدون هذا النوع من الأسلحة , الحياة ليست بسيطة لتخوض غمارها بجهل و بدون علم .
و إذ بي استيقظ و كلمات الرجل ترن بآذاني و الخوف يرعد أطرافي و أحسُ بألمٍ في عيني .
ما هذا الحلم الذي اظهر لي ما أنا علية , ما هذا الحلم الذي أيقضني على حقيقةٍ كنت غافلاً عنها .
و بعد ذهول و تفكير أدركت أن هذه رسالة لي و لكل شباب جيلي أقول لهم يجب أن نملئ حقائب عقولنا بالعلم و المعرفة لكي نحمي أنفسنا و أن نكون مثل الشيخ الذي كان يشق غبار الطريق و أهواله دون خوفٍ أو ترددٍ أو حزن .
جميل ماقراءة ومؤثر فعلاً اخ احمد شكراً
ردحذفشكراً جزيلاً لك على التعليق و انا اتشرف بأن سمعت رأي صريح فيها تحياتي لك و ان شاء الله تكون ذات فائدة للجميع
حذفجميله اووى ومعبره
ردحذفتسلم إيدك :)
الله يخليك و يحفظك و شكراً على رأيك
حذف