أحمد عبد الكاظم العسكري //
لم يكن في تفكير شاب عراقي احمد و طفلته منار
عندما أفاقوا وبدؤوا صباحهم بتحضير
الحقائب من اجل السفر على متن الطائرة المتوجهة من لبنان إلى العراق و فرحتهم لا
تسع الأرض لأنهم سيقابلون أهلهم بعد فراق أنهم سيواجهون مصيبة .
توجهت الطفلة الصغيرة ملئت بفرحتها أركان المطار تتسابق مع ضفائرها البراقة المتطايرة على أكتافها كأنها خيوطٌ ذهبية تسر الناظرين لها .
تتوجه
هي و أبيها و الشوق يخترق قلبيهما الصغيرين, متى يركبان الطائرة التي ستحلق بجناحيها كأنها
العنقاء لكي توصلهم بسرعة البرق نحو الديار نحو قلبٍ عاشق ينتظر بلهفه .
تتحرك الطائرة و تبدأ المضيفة بتوجيه الإرشادات
إلى الركاب, تقلع من المدرج و تبدأ بالارتفاع شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى عنان
السماء, لتطلق بذالك صرخة الحرية بين الغيوم التي تبدوا في عيون الصغيرة كأنها حلوا
قطنية (شعر البنات ) و هي تتساءل عنها بدهشة و فرحة غامرة , و يبتسم الركاب
القريبين منهم حول أسئلتها البريئة التي خاطبت قلوب الجميع .
يمر
الوقت بسرعة و الركاب بما فيهم أميرة الضفائر الذهبية و هم ينظرون إلى الشاشات المنصوبة
أمامهم في ظهر الكرسي و هي تؤشر الخريطة التفاعلية التي تسلكها الطائرة متجهة إلى
العراق و الفرحة تغمرهم بدخولهم الحدود العراقية و يعلن الطيار عن قرب الوصول إلى
مطار بغداد, في هذه اللحظة تزداد دقات القلوب و ترتفع اصوات المهنئين بكلمة الحمد
لله على السلامة و تجد منار و تملئها الحماسة لرؤية عائلتها .
و إذ
بصاعقة تصعق الجميع .....
الطيار يخاطب الركاب بالهدوء و الجلوس في أماكنهم
لأنهم لن يهبطوا في المطار و سيعودون اردراجهم , بسبب اتصال وزارة النقل العراقية
بالمطار لمنع هبوط الطائرة لكونها لم تحترم قوانين ابن الوزير العراقي القانون
الذي نص على أن الطائرة يجب أن لا تقلع حتى يأتي ابن الوزير لأنه ابن وزير عراقي,
القانون الذي يعطي الحق أن تهان دولة من اجل نجل الوزير العراقي , القانون الذي وِضِعَ
لكون أبناء الوزراء و المسؤولين لدينا أقدس من حياة الناس .
يتساءل الجميع لماذا لم تهبط الطائرة في مطار
بغداد ما الذي حصل و الجميع منفعل و رافض لما يحصل, ليصدموا مرة أخرى بإجابة اعنف نحن متوجهين لأن
ابن وزيركم قد تأخر عن الحضور في الوقت المحدد للرحلة ونحن لم يسمح لنا بالهبوط
حتى ننقل ابن وزير إلى مطار بغداد , و الصدمة الأكبر أنهم عندما عادوا لم يجدوا
ابن الوزير !!!!
فيتبادر إلى ذهنك سؤال هل يعتقد هؤلاء إن
الطائرة عبارة عن تكسي ينقله من شارع إلى شارع آخر داخل محلة واحدة .
لكن لما لا ننظر لهذه المسألة من جانب آخر .
الوزير الموقر و زوجته و إخوته و عائلته ينتظرون
ولدهم بفارغ الصبر من تكون منار المسكينة و من يكون احمد و سعيد و سالم و محمد
المتوجهين من مكان بعيد إلى بلادهم و عائلاتهم من تكون هذه العائلات, اكيد عائلة السيد
الوزير هم الأحوج لرؤية ولدهم العزيز الذي ضحى والده الرائع و الكبير بهيبة العراق
من اجل أن يلحق ابنة برحلة طيران هذه .
و تبقى منار و أبيها في المطار من اجل لون
عيونك يا ابن وزير النقل .....
ملاحظة الأسماء الواردة في الموضوع أعلاه من
نسج خيال عراقي لديه وزير و ابن وزير موقرين جداً
0 التعليقات :
إرسال تعليق