القانون يحرم المرأة المطلقة من الاحتفاظ باطفالها ان تزوجت مرة اخرى
تقرير : غدير الابراهيمي
خرجت (ب ) ذات الـ31 ربيعاً ، من عتبات المحكمة تعلو وجهها ابتسامة الفرح ، ظنا منها انها تدخل الحياة الزوجية بعد طول انتظار ، لكننا فشلنا في التوقع ، ف(ب ح ) تقول انها تخلصت اخيراً من كابوس دام عقداً كاملاً عانت من خلاله ما عانت وانها اليوم سعيدة بهذا الخلاص المتأخر . تروي (ب ح ) وهي تقف شاردة الذهن ، وبعيون تلتمع فيما تداعب نسمات الهواء اطراف عباءتها الداكنة ،تستذكر مع كل كلمة قصتها ، وتروي للناصرية اليوم ، اسباب فشل علاقتها الزوجية بالقول ” هناك اسباب كثيرة تؤدي الى الطلاق ولكن سأتحدث عن ظروفي انا شخصيا وما عانيت ، فقد تزوجت وانا ابنة الواحد والعشرين من شخص غريب لا تربطنا به اي صله وبعد ثلاثة اشهر من زواجنا اكتشفت ان يشرب الخمر ويتعاطى الحبوب المخدرة”. وتضيف ” اصبحت لدينا مشاكل كثيرة وكنت غالباً ما اتعرض لضربٍ شديد بدون سبب ، ولكني كنت اعرف ان هذا من تأثير الخمر والمخدرات ، فقد كان زوجي بلا عمل والحالة المادية سيئة جدا ، كان يخرج من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الواحدة ليلا “. وتتابع ” كنت اعيش وحيدة وبعد ان اصبح لدي طفلين كان املي قوي جدا ان يعود الى الطريق الصحيح وكنت اساعده ان يترك الخمر ولكن بلا جدوى ، وتردف كان من الممكن الصبر على هذا لكن سبباً اخر كان يدعوني الى الطلاق أنه ” الخيانة” ، وبحزن تضيف ” اصعب شيء في الحياة هي الخيانة ، كان يخونني علناً ، يرسلني الى اهلي ويأتي بعشيقته الى منزلي ، وكانت تعطي لزوجي مبالغ كبيرة من المال “. وتتابع ” اخيراً طلبت منه الطلاق ، فتطلقنا وكان اطفالنا هم الضحية ، مع العلم انه لا يصرف على اطفاله ولا يراهم مع انهم اصبحوا في المدرسة ” . الغريب ان (ب ح ) وعلى الرغم من مرور اعوام على طلاقها الا انها لا زالت تراجع المحاكم ، فزوجها السابق يرفض دفع نفقات لاطفاله ، حتى بعد ان توظف في الدولة واصبح شرطياً . تقول (ب ) انها اضطرت مؤخراً الى رفع دعوى قضائية لاجباره على دفع النفقة وحكمت المحكمة لصالحها بالدفع وبمبلغ 200الف دينار شهرياً. لكن فرحتها ما زالت منغصة تتابع ( ب ) القانون اعطاه الحق بالزواج مرة اخرى وفعلا تزوج مرة ثانية ولديه ابنتين ولكن انا لا استطيع فعلي ان اتخلى عن اطفالي اذا تزوجت ، وطليقي يهددني بهذا حال سماعه خبر تقدم احدهم الي ، كفكفت دمعة انسلت بغته على وجنتها وقالت ” انه يعاقبني بحماية القانون “ رئاسة محكمة استئناف ذي قار محاكم ذي قار تسجل اكثر من 1000 حالة طلاق خلال النصف الاول من عام 2013 ، وباحثون ” الظاهرة مخيفة “ وفي الاحصائيات الرسمية ، سجلت المحاكم الرسمية في ذي قار اكثر من 1000 حالة طلاق ، فيما يشير مختصون الى ان العدد اكبر بكثير من المعلن ، لوجود حالات طلاق كثيرة تسجل خارج المحاكم الرسمية . وذكر القاضي الاول في محكمة استئناف ذي قار محمد جاسم الصريفي لجريدة ( الناصرية اليوم ) أن ” المحكمة سجلت من تاريخ 1/1/2013 والى تاريخ 29/7/2013 ( 210 )دعوي تفريق قضائي ، اما دعاوي الطلاق فبلغت 878 دعوى “. مشيراً الى ان النسبة الاكبر من حالات الطلاق تقع خارج المحكمة حيث الزوج يذهب الى رجل الدين وبحضور شاهدين ويقع الطلاق سواء كان خلعي او رجعي وهناك الكثير من الاسباب التي تؤدي الى الطلاق من قبل الزوج منها عدم الانفاق او عدم الانجاب لفترة طويلة او الادمان على المخدرات “. ولفت القاضي الصريفي الى ان الطلاق يوقعه الزوج سواء كان خارج المحكمة او امام المحكمة ، اما التفريق فهو من حق الزوج و الزوجة يقدم احدهما طلب التفريق امام المحكمة في مواضيع معينة سواء كان عدم الاتفاق او الاضرار او الخلاف وتحقق المحكمة بادعاء الزوجة ، وحين يثبت سبب معين يقع التفريق ويكون اما خلعي او رجعي”. وعن اسباب ارتفاع نسبة الطلاق ، يشير القاضي الى ان للطلاق اسباب كثير منها الزواج المبكر وهي ظاهرة منتشرة سواء بالنسبة للزوج او الزوجة، فالزوجة حين تكون في سن مبكر لا تفهم معنى الزواج ولا تستطيع تحديد مالها وما عليها من حقوق الزوجية وكذلك الزوج لا يفهم معنى الزواج ولا يقدر ماله وما عليه تجاه زوجته، اما السبب الاخر هو ان الزوج لا يفهم ماهي حقوقه تجاه الزوجة يتصور ان الزوجة خادمة له وو لاسرته وهذا ما يتسبب بحدوث الكثير من المشاكل التي يقع بسببها الطلاق ـ كذلك من الاسباب العامل الاقتصادي فاغلب الازواج يتزوجون مع اسرهم و يكون في المنزل اكثر من زوجة هناتحدث المشاكل التي تؤدي الى الطلاق فثقافة الاستقلالية غير موجودة في مجتمعنا مع الاسف . ويتابع الصريفي سرد اسباب الطلاق بالقول ومن الاسباب الاخرى ايضا ارتفاع ظاهرة العنوسة وزيادة عدد النساء على عدد الذكور ، مما يدعو النساء الى الزواج دون تفكير ومن دون ان تكلف نفسها ان تجد الكفوء ـ نجد انه الكثير من الفئات ومن شرائح معينة مثقفة ونساء حاملات شهادات عالية تتزوج من اشخاص اميين وبهذا يشعر الرجل بالتفاوت الكبير بينهم وبهذا تحدث المشاكل التي تؤدي الى الطلاق ايضا من اسباب الطلاق سهولة الزواج بالنسبة للرجل فالرجل يحصل على زوجة بسهولة مما يشجعه على طلاق زوجته بسهولة . ومن خبرته القضائية في هذا المجال يشير ايضاً الى ان نظرة المجتمع للمطلقة والمطلق اصبحت اقل سلبية الان وبالإمكان لاي شخص ان يطلق ويتزوج بسهولة ، فقد رأيت الكثير من المطلقات والمطلقين يتزوجون اكثر من مرة واستدرك لكن تبقى حظوظ المرأة بالزواج مر ة اخرى اقل من الرجل . زواج القاصرين سبب رئيسي المحامي اكرم السعيدي اوضح وجهة نظره في هذا الموضوع لجريدة (الناصرية اليوم ) ان ظاهرة الطلاق في الوقت الحاضر اكثر بكثير من الازمنة الماضية والسبب وبحكم عملي الزواج المبكر، والسرعة في الاختيار ، والشروع بالزواج دون مقدمات صحيحة وخاصة القاصرين ، فان الشاب في سن المراهقة فان الغريزة تجعله يطلب الزواج وبعد فترة قليله يجد نفسه متعب جسديا وماديا وعليه مسؤولية المنزل والزوجة وليس له طاقة على ذلك فيطلب الطلاق الذي هو الحل الوحيد امامه ، كذلك الزوجة تجد نفسها تواجه صعوبات لم تتصورها قبل الزواج وان حياتها بين اهلها افضل من الزواج ولذا ترى ان خروجها من هذا المأزق الذي وقعت فيه هو بالطلاق “. (ام سجاد ) ” 45 عاما / متزوجة ” ترى ان ارتفاع نسب الطلاق في الاونة الاخيرة يرجع الى تدخل الاهل المفرط بين الزوجين من ناحية و كذلك العوز المادي الذي يسبب عدة مشاكل من ناحية اخرى ، مضافاً اليها اسباب اخرى مثل الادمان والمرض الجسدي والنفسي وغيرها . وتلقي ام سجاد باللائمة بشكل رئيسي على الوضع المادي الذي يجبر بعض العوائل الفقيرة ومن اجل تقليل النفقات الى اجبار الفتيات الصغيرات على الزواج ، وهن لسن بعمر يسمح لهن بذلك ، او لسن مهيئات بشكل كاف للزواج .
المصدر : الناصرية اليوم
تقرير : غدير الابراهيمي
خرجت (ب ) ذات الـ31 ربيعاً ، من عتبات المحكمة تعلو وجهها ابتسامة الفرح ، ظنا منها انها تدخل الحياة الزوجية بعد طول انتظار ، لكننا فشلنا في التوقع ، ف(ب ح ) تقول انها تخلصت اخيراً من كابوس دام عقداً كاملاً عانت من خلاله ما عانت وانها اليوم سعيدة بهذا الخلاص المتأخر . تروي (ب ح ) وهي تقف شاردة الذهن ، وبعيون تلتمع فيما تداعب نسمات الهواء اطراف عباءتها الداكنة ،تستذكر مع كل كلمة قصتها ، وتروي للناصرية اليوم ، اسباب فشل علاقتها الزوجية بالقول ” هناك اسباب كثيرة تؤدي الى الطلاق ولكن سأتحدث عن ظروفي انا شخصيا وما عانيت ، فقد تزوجت وانا ابنة الواحد والعشرين من شخص غريب لا تربطنا به اي صله وبعد ثلاثة اشهر من زواجنا اكتشفت ان يشرب الخمر ويتعاطى الحبوب المخدرة”. وتضيف ” اصبحت لدينا مشاكل كثيرة وكنت غالباً ما اتعرض لضربٍ شديد بدون سبب ، ولكني كنت اعرف ان هذا من تأثير الخمر والمخدرات ، فقد كان زوجي بلا عمل والحالة المادية سيئة جدا ، كان يخرج من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الواحدة ليلا “. وتتابع ” كنت اعيش وحيدة وبعد ان اصبح لدي طفلين كان املي قوي جدا ان يعود الى الطريق الصحيح وكنت اساعده ان يترك الخمر ولكن بلا جدوى ، وتردف كان من الممكن الصبر على هذا لكن سبباً اخر كان يدعوني الى الطلاق أنه ” الخيانة” ، وبحزن تضيف ” اصعب شيء في الحياة هي الخيانة ، كان يخونني علناً ، يرسلني الى اهلي ويأتي بعشيقته الى منزلي ، وكانت تعطي لزوجي مبالغ كبيرة من المال “. وتتابع ” اخيراً طلبت منه الطلاق ، فتطلقنا وكان اطفالنا هم الضحية ، مع العلم انه لا يصرف على اطفاله ولا يراهم مع انهم اصبحوا في المدرسة ” . الغريب ان (ب ح ) وعلى الرغم من مرور اعوام على طلاقها الا انها لا زالت تراجع المحاكم ، فزوجها السابق يرفض دفع نفقات لاطفاله ، حتى بعد ان توظف في الدولة واصبح شرطياً . تقول (ب ) انها اضطرت مؤخراً الى رفع دعوى قضائية لاجباره على دفع النفقة وحكمت المحكمة لصالحها بالدفع وبمبلغ 200الف دينار شهرياً. لكن فرحتها ما زالت منغصة تتابع ( ب ) القانون اعطاه الحق بالزواج مرة اخرى وفعلا تزوج مرة ثانية ولديه ابنتين ولكن انا لا استطيع فعلي ان اتخلى عن اطفالي اذا تزوجت ، وطليقي يهددني بهذا حال سماعه خبر تقدم احدهم الي ، كفكفت دمعة انسلت بغته على وجنتها وقالت ” انه يعاقبني بحماية القانون “ رئاسة محكمة استئناف ذي قار محاكم ذي قار تسجل اكثر من 1000 حالة طلاق خلال النصف الاول من عام 2013 ، وباحثون ” الظاهرة مخيفة “ وفي الاحصائيات الرسمية ، سجلت المحاكم الرسمية في ذي قار اكثر من 1000 حالة طلاق ، فيما يشير مختصون الى ان العدد اكبر بكثير من المعلن ، لوجود حالات طلاق كثيرة تسجل خارج المحاكم الرسمية . وذكر القاضي الاول في محكمة استئناف ذي قار محمد جاسم الصريفي لجريدة ( الناصرية اليوم ) أن ” المحكمة سجلت من تاريخ 1/1/2013 والى تاريخ 29/7/2013 ( 210 )دعوي تفريق قضائي ، اما دعاوي الطلاق فبلغت 878 دعوى “. مشيراً الى ان النسبة الاكبر من حالات الطلاق تقع خارج المحكمة حيث الزوج يذهب الى رجل الدين وبحضور شاهدين ويقع الطلاق سواء كان خلعي او رجعي وهناك الكثير من الاسباب التي تؤدي الى الطلاق من قبل الزوج منها عدم الانفاق او عدم الانجاب لفترة طويلة او الادمان على المخدرات “. ولفت القاضي الصريفي الى ان الطلاق يوقعه الزوج سواء كان خارج المحكمة او امام المحكمة ، اما التفريق فهو من حق الزوج و الزوجة يقدم احدهما طلب التفريق امام المحكمة في مواضيع معينة سواء كان عدم الاتفاق او الاضرار او الخلاف وتحقق المحكمة بادعاء الزوجة ، وحين يثبت سبب معين يقع التفريق ويكون اما خلعي او رجعي”. وعن اسباب ارتفاع نسبة الطلاق ، يشير القاضي الى ان للطلاق اسباب كثير منها الزواج المبكر وهي ظاهرة منتشرة سواء بالنسبة للزوج او الزوجة، فالزوجة حين تكون في سن مبكر لا تفهم معنى الزواج ولا تستطيع تحديد مالها وما عليها من حقوق الزوجية وكذلك الزوج لا يفهم معنى الزواج ولا يقدر ماله وما عليه تجاه زوجته، اما السبب الاخر هو ان الزوج لا يفهم ماهي حقوقه تجاه الزوجة يتصور ان الزوجة خادمة له وو لاسرته وهذا ما يتسبب بحدوث الكثير من المشاكل التي يقع بسببها الطلاق ـ كذلك من الاسباب العامل الاقتصادي فاغلب الازواج يتزوجون مع اسرهم و يكون في المنزل اكثر من زوجة هناتحدث المشاكل التي تؤدي الى الطلاق فثقافة الاستقلالية غير موجودة في مجتمعنا مع الاسف . ويتابع الصريفي سرد اسباب الطلاق بالقول ومن الاسباب الاخرى ايضا ارتفاع ظاهرة العنوسة وزيادة عدد النساء على عدد الذكور ، مما يدعو النساء الى الزواج دون تفكير ومن دون ان تكلف نفسها ان تجد الكفوء ـ نجد انه الكثير من الفئات ومن شرائح معينة مثقفة ونساء حاملات شهادات عالية تتزوج من اشخاص اميين وبهذا يشعر الرجل بالتفاوت الكبير بينهم وبهذا تحدث المشاكل التي تؤدي الى الطلاق ايضا من اسباب الطلاق سهولة الزواج بالنسبة للرجل فالرجل يحصل على زوجة بسهولة مما يشجعه على طلاق زوجته بسهولة . ومن خبرته القضائية في هذا المجال يشير ايضاً الى ان نظرة المجتمع للمطلقة والمطلق اصبحت اقل سلبية الان وبالإمكان لاي شخص ان يطلق ويتزوج بسهولة ، فقد رأيت الكثير من المطلقات والمطلقين يتزوجون اكثر من مرة واستدرك لكن تبقى حظوظ المرأة بالزواج مر ة اخرى اقل من الرجل . زواج القاصرين سبب رئيسي المحامي اكرم السعيدي اوضح وجهة نظره في هذا الموضوع لجريدة (الناصرية اليوم ) ان ظاهرة الطلاق في الوقت الحاضر اكثر بكثير من الازمنة الماضية والسبب وبحكم عملي الزواج المبكر، والسرعة في الاختيار ، والشروع بالزواج دون مقدمات صحيحة وخاصة القاصرين ، فان الشاب في سن المراهقة فان الغريزة تجعله يطلب الزواج وبعد فترة قليله يجد نفسه متعب جسديا وماديا وعليه مسؤولية المنزل والزوجة وليس له طاقة على ذلك فيطلب الطلاق الذي هو الحل الوحيد امامه ، كذلك الزوجة تجد نفسها تواجه صعوبات لم تتصورها قبل الزواج وان حياتها بين اهلها افضل من الزواج ولذا ترى ان خروجها من هذا المأزق الذي وقعت فيه هو بالطلاق “. (ام سجاد ) ” 45 عاما / متزوجة ” ترى ان ارتفاع نسب الطلاق في الاونة الاخيرة يرجع الى تدخل الاهل المفرط بين الزوجين من ناحية و كذلك العوز المادي الذي يسبب عدة مشاكل من ناحية اخرى ، مضافاً اليها اسباب اخرى مثل الادمان والمرض الجسدي والنفسي وغيرها . وتلقي ام سجاد باللائمة بشكل رئيسي على الوضع المادي الذي يجبر بعض العوائل الفقيرة ومن اجل تقليل النفقات الى اجبار الفتيات الصغيرات على الزواج ، وهن لسن بعمر يسمح لهن بذلك ، او لسن مهيئات بشكل كاف للزواج .
المصدر : الناصرية اليوم
0 التعليقات :
إرسال تعليق