كل مرة اغمض فيها عيوني اشاهد نفس المشهد المظلم , نفس الشخصيات المؤلمة , نفس الاحداث القاتمة , نفس الذكريات المفجعة , نفس الصور المدمرة .
حتى اصبحت اخاف ان اغمض عيناي حتى لا اتذكر هذه الذكريات التي يمكن ان ابيع نصف حياتي حتى استبدلها او امحوها من عقلي .
كل انسان لديه بعض الذكريات الجميلة و الكثير من الذكريات المتعبه و يمكن ان يغلب تفكيره على ذكرياته الجميلة و لحظاته السعيدة .
لكن و يا للأسف لقد اضعت ذكرياتي و تهت في غيابات الظلام , كلما اغمض فيها عيوني اجد نفسي اسبحُ في انهرٍ من الدماء و اسير على تلالٍ من الجثث و الاشلاء المقطعه , انها ليست مشاهد سينمائية من فلم مرعب , انما هي الحياة العراقية التي تحول فيها اللون الاحمر لعلم العراق الى انهارٍ من الدماء الجارية . و تحول اللون الاسود الى رداءٍ يلبسة كل العراقيين حزناً على اولادهم . و تحول كلمة الله اكبر الى كلمة تسمع كل عدت ساعات على منابر الجوامع لتشييع افلاذ اكبادنا .
ذكريات قد ادمت قلبي , و ابكت روحي , و اسالت مقلَ عيوني .
ذكريات ليست كالذكريات .
انها لهيبٌ من الحمم , انها سعيرٌ من النار , انها سيلٌ جارف من الآلام .
كيف يهدأ قلبي , و كيف تسكن روحي , و كيف يخفتٌ روعي , و انا كل يوم ارى هذه المشاهد بعيوني الحالمة , لا استطيع ان انسى وجوه الامهات الثكلى , و لا الاباء المفجوعين , و لا الابناء الميتمين , و لا النساء المرملات .
كل يوم تدعوني هذه الذكريات الى الانتحار , كل يوم تقربني لحظة من ارتكاب معصية في حق نفسي حتى اهرب من هذه الحياة الكئيبة .
لكني اعود و افكر هل ستنتهي هذه الذكريات ان قتلت نفسي ؟ ام ستبقى تعذبني ما بعد الموت ؟
و تصدع لي بارقةُ امل في أني ممكن ان امحي هذه الذكريات الأليمه و التاريخ الذي التصق بثنايا روحي و اجعلها وسام يعلق على صدر التاريخ و ذكرى يفخر بها ابناؤنا . والثمن لهذا العمل هو ان اخرج صادعً بصوتي لا الظالمين الذين لم يأدوا اعمالهم تجاه هذا البلد , و لم يعطوه حق عطائه , الذين ينهبون اموالنا تاركين الابواب مشرعة للارهاب , سارقين الخيرات , و مدمرين الحياة , و القاضين بالباطل , و الرافضين للحق .
نعم سأخرج طلباً لدماء اهلي , نعم ساخرج طلباً لحق اولادي , نعم اني ارفض الارهاب , نعم اني ارفض الظلم .
0 التعليقات :
إرسال تعليق