اذهب إلى المدرسة و أنا اشعر بفقدان أهم الأشياء في حياتي و أتألم و أنا اعرف ما هي هذه الأشياء و انتظر خلال ساعات المدرسة الطويلة التي أحس أنها تطبق على قلبي و تحاول أن تخنقني.
تمر اللحظات واحدة تلو أخرى كأنها ملايين السنين و أنا انظر إلى الساعة بدون أن انتبه إلى إي كلمة مما تقولها المعلمات لنا .
حتى تصل الساعة لنهاية الوقت , فأخذ حقيبتي الصغيرة و اركض بسرعة الضوء أو أكثر و قلبي يدق و يدق و يدق بسرعة كبيرة و أنا أتجاوز الطلاب و اعبر الشارع و اركض و اركض , حتى أجدهم منتظرينني و عيونهم حزينة , ما إن تقع نظراتهم البريئة الجملية على وجهي و إذ كأن اليوم بدأ الآن و إذ بالشمس تشرق و الطيور تحلق و الحياة تزهر و الزهور تبث رحيقها في كل الإرجاء فأنظر إلى ما حولي و كأنه تحول من اللون الأحادي الأبيض و الأسود إلى الألوان و تتغير نظرتي إلى الحياة عندما يعانقانني إخوتي الصغار الذين أبعدوني عنهم عندما نقولني عنهم من ملجئ الأيتام و أبقوهم هناك .
فأتفقت معهم إني سأكون كل يوم أمامهم و في قلوبهم و لن ينسوني ابدأ و لن إنساهم دائماً .
و ترى الوقت يمر بسهولة و سرعة كبيرة جداً حتى أرى الغروب قد حل فيعود قلبي ليعتصر و روحي لتزهق و كأنها تقطر في كأس قطرةَ تلو الأخرى .
و أعود لكي أوصلهم إلى الملجئ و أعود إلى البيت الذي تبنوني فيه , و لا استطيع أن أدير ظهري باتجاههم لآني بالتأكيد سأري نظراتهم القاتلة و سهام عيونهم التي تخترق قلبي و تحطم روحي فأنطلق و عيوني تسيل كأنها سدودٍ قد تحطمت و يكتسح منها الماء الأخضر و اليابس .
و أعود إلى بيت أحزاني و اصبر قلبي المحطم على انتظار أن أعود إلى الحياة في اليوم التالي مع أخوتي .
0 التعليقات :
إرسال تعليق