جلست بين اطفالي الصغار أُلاعبهم و أمزح معهم و أنا احاول ان اسلي نفسي مع اطفالي في وقتِ الفراغ الذي طرق بابي هذا اليوم فراغٌ موحش قد الم بقلبي , فنهض احدُ اطفالي و هو محمد و قال لي يا ابي دائماً ما نسمعكَ تذكر مدينتك الأم التي ولدت فيها و نرى انا و اخوتي عيناكَ تدمع عندما يذكر اسمها لكن لا نعرف لماذا ؟ قل لنا لما يلفُكَ الحزن حين تُذكر .
ترقرقت الدمعه في عيناي و قلت لهم , أنني لست حزين بذكري لها لكن الشوق يفيض على قلبي و يغرق اوعيت حياتي و يسد شرايين قلبي فتزيد من هذا الفيضان قطرات تنزل من مقلَتَي .
دموع الشوق هي التي تحرق الفؤاد , دموع الذكريات التي لا تنسى, دموع الجمال الذي ملئ حياتي سابقاً .
فقال علي ابني الاصغر ابي ماذا تذكر اخبرنا .
و بدون سابق انذار ظهرت امامي الذكريات و كأنها كانت قمبله منتظره ان تنفجر امام عيوني , و كأنني انسان كان فاقداً للذاكرة و استعادها فجئه , و انا ابحث في ذكرياتي الجميلة , الحزينة ,السعيدة , المؤلمه ,المفرحة و البيضاء منها و السوداء .
و اخذت تقلبني امواج الحنين يميناً و يسارا , بدأت اتحدث لهم قائلاً اني أتذكر يوم في الطفولتي يومٍ شتائيِ بادر و نحن اطفال أنا و اصدقائي نخرج بملابسينا القليلة و رغم برودة الجو نسير بجانب الجدول الصغير الذي تجمدت طبقته العليا و اصبحت كأنها طبقة من الفضة الخالصة تعكس خيوط الشمس الذهبية و نحن نسير بجانب النخيل الشامخة كأنها تفتخر بعثوقعا الذهبية منها و البنيه .
نأخذ في التزلج على هذه الطبقة الصغيرة المتمجدة من الجدول و كأننا ملوك زماننا و نحس كأننا نطير بأجنحة متجهين نحو مدرستنا الصغيرة بحجمها الكبيرة بأملها .
نركض و نتسابق مع بعضنا البعض حتى نصل الى باب المدرسة لنجد الاستاذ داخل و هو ينتظرنا في الباب و يقول لنا اركض قبل ان يمسككم المدير و يعاقبكم على التأخر فنسرع الى داخل الصف و نحن في قمت فرحنا و كأن الحياة تكمن في قبضنتا الصغيرة و نحن نسيرها كما تريد قلوبنا التي تعتريها جمال طبيعتنا و تملئها قوة ارادتنا , لا ان تكون هي المتحكم في مسار حياتنا .
و انا اتكلم و اسبح في بحر الذكريات نظرت الى اطفالي نظرة خاطفة و اذ بي اجدهم يبكون بصورة صامته وعيونهم تسيل كأنها ينابيع من عسل تقطر من جرارها الذهبية الرائعة , بادرت بسرعة لسؤالهم ما الكم يا اولادي تبكون .
قالوا لآنك انت الذي يبكي يا ابي و لم نستطع ان نمنع دموعنا من النزول فنظرت الى نفسي فوجدت عيوني تسيل و تملئ قميصي و اذ بي اسمع زوجتي تقول هيا انه وقت العشاء قلت لهم لنذهب و ساكمل لكم ذكرياتي الجميلة المنسية في وقتٍ آخر .
0 التعليقات :
إرسال تعليق