اعلان

اعلان
الجمعة، 5 يوليو 2013

ذكريات مرافقة لمريض ... الحلقة الخامسة



الابن يلتحق بأبية


و بعد لحظات من شرحي لما حصل اليوم ساد صمت رهيب أحسست فيه إنني أمام وحش خرافي لطالما سطرت عنه الأساطير و لم أكن ممن يعيرها أي انتباه لاعتقادي أنها مجرد أسطورة لا يمكن أن تكون موجودة على الحقيقية بين العوائل التي يملئها الحب و التكاتف بين بعضها البعض .
هذا الوحش القاتل هو الهدوء الغريب المخيف بعد عاصفة من الألم الهدوء الذي يأتي بعد  يتبعه إعصار , و خلال هذه اللحظات التي ساد فيها هذا الصمت الموحش و إذ بي اسمع صوت سقوط  شيء بقوه و يتبعه صراح ليس غريب عني .
ففكرة لوهلة لمن هذا الصوت , نعم انه صوت مسار و هي تطلب حضوري و تبكي بصوت مرتفع و تصرخ قاله ( ماما وگع الحگي لي ) فركضت من دون وعي و بسرعة حتى صعدت السلم الذي يحوي على 12 سلمه كأنة بالنسبة لي سلمتين أو ثلاث و وصلت و إذا بمحمد ملقاً على الأرض بدون إي كلمة و لا نفس فأخذته في حجي و بدأت أحاول أن أكلمة لكنة لا يرد علي و التنفس لدية ضعيف جداً فسالت مسار بصوت عالٍ ماذا حدث له فقالت لقد سمع كلامكِ عما حدث اليوم و سقط مباشرتاً .
فركض الأستاذ دانيال لإخراج سيارته لكي يأخذه إلى المستشفى الذي أصبح عادة سيئة لدى في هذا اليوم و كأنه بيتي الثاني ,  اتجهنا إلى المتشفى و ابني في حجري و عيوني لازالت تسيل كأنها انهار متفجرة و قلب محترق حتى وصلنا إلى المستشفى القريب من المنطقة التي اسكن فيها و أدخلته إلى الطوارئ و بدأت اصرخ ساعدوني ابني يموت فركض باتجاهي احد الممرضين و أخذه و وضعة على السديه ( السديه : السرير ) , ثم ذهب لينادي احد الأطباء و غاب فترة و ابني بين الحياة و الموت من دون أن انتبه لما يحدث حولي لآن تفكيري كله كان منصب على ابني و حالته .
و أنا انتظر و انتظر  و أنتظر بلا إجابة أين الطيب غير موجود سألت الناس الموجودين بقربي فقالوا أنتهم ينتظروه أيضاً كل واحد لدية مريض أو اثنين و منتظرين حتى يأتي الطبيب لكشف عليهم وهو غير متوفر .
ذهب الأستاذ دانيال إلى الطيب ليرى لماذا تأخر لآن الحالة الخاصة بمحمد تسوء كل دقيقة و كل لحظة و ا ذبي اسمع صراخ بين الأستاذ دانيال و آخرين فركضت لأجد الأستاذ يتشاجر مع الممرض الذي اخذ ابني و وضعة على السديه فقلت له ماذا حدث يا أستاذ قال لقد وجدت الممصر المسؤول عن حياة الناس الذي ذهب لينادي الطبيب يتابع المسلسل التركي و في يده الريمونت كونترول بدل أن يراعي حوائج الناس المرضى فأخذتني الحالة العصبية و بدأت اصرخ عليهم فرد علينا أحد الممرضين الآخرين (  لا تدوخونا اطلعوا من هذا الجناح الطبيب بعدة ما جاي  الطبيب المقيم شويه و يجي روحوا انتظروا يم ابنكم وتم طردنا من المكان الذي يجب على الطيب أن يكون فيه ....
فخرجت و أنا منفعلة و الأستاذ دانيال في قمة العصبية فتقدم أمامنا رجل كبير السن و قال ( ولدي ما شفتوا الدكتور بطريقكم بنتي راح تموت و انا منتظر من اكثر من ساعتين  ) !!!
فصدمت مرة أخرى هذه هي المستشفيات العراقية البطلة المجاهدة التي لا يرعى فيها حرمة لمريض و لا يرعى فيها احتياجاته و لا يراعى فيها أروح البشر و كأنهم لا شيء أمام من يوجد في هذه المستشفيات .
و بقينا ننتظر و ننتظر حتى مَن علينا الله بحضور صاحب المقام السامي الدكتور المقيم و اخذ يشرف على الحالات الصحية المنتظرة في الطوارئ واحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى أبني فقال ( هذا شبيه بدأت اسرد له ما حدث , فقاطعني بصوت عالي و هو يقول  شنو گتلج سولفيلي قصة حياتج گليلي شبية ابنج )  و ضمن غضب و حسرة و أهانه قد نبتت في قلبي كالرمح بدأت أوضح له ما حدث من منطلق المثل الشعبي ( أذا كانت لدى الگلب حاجة قل له حجي چليب ) , فقال بإستخفاف هذا مصاب بصدمة نفسية اخذي و ودية لطبيب نفساني و كتب لي علاج معين , فذهبت إلى صيدلية المستشفى لكي اصرف العلاج و إذ بالصيدلي يقول  ( لي خوية ما عدنا هذا العلاج روحي اشتريه من بره , قلت له أذا ليش انتوا حاسبين عدكم صيدلية مستشفى و ما عدكم علاج للناس , رد علية بإستخفاف قائلاً اي و شنو حضرتج مفتشة علينا ما عدنا شتردين يله روحي اشتريهن من بره و لا تضوجينا ) .
فخرجت و لا استطيع أن أقول كلمة واحدة من كثرة الإهانات التي وجهت لي في هذا المكان الذي يطق علية بيت الرحمة الذي تسكنه ملائكة الرحمة لكني لم أرى سوى شياطين .
و أخذت ابني و خرجت ابحث عن طبيب مختص بعيداً عن المستشفيات التي لا يتم احترام الإنسان فيها و يعامل بلا رحمة و لا تقدير .
و دخلت إلى طبيب نفسي و أخذت حجز و أدخلته  إلى الطبيب فقال لي مباشرتاً هذه الصدمة أدت إلى حالة مرضية معينة و هي ليست نفسية خذيه إلى طبيب اختصاص باطنية .
فخرجت و بحثت عن هذا الطيب الاختصاص لأجد واحداً , و أنا أشاهد ابني إمامي يذبل شيئاً فشيئاً و بدأت أتخيل صورة زوجي إمامي و كأني سأخسر الاثنين معاً ..
فتوجهت إلى طبيب آخر و طلب مني تحاليل معينة من نفس العيادة التي كنت فيها و لما جاءت نتيجة التحاليل قال لي الطبيب أن ابني لدية أزمة ارتفاع في نسبة السكر في الدم و جاءت هذه الحالة بسبب هذه الصدمة و يجب أن يركب له محاليل و يأخذ هذا العلاج حالاً ..
فجلست أمام ابني و أنا في حيرة من أمري هل أنا من تسبب بهذا المرض الذي سيكون عبئ علية طول حياته ؟ هل أردت أن أكون أماً فاضلة فأصبحت الأم فاشلة ....


انتظرونا في الحلقة القادمة 
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي

اخر التدوينات